عندما تنشب الحرب في أي بقعة من بقاع الأرض ، تؤثر على جميع مناحي الحياة فعدا الموت الذي يلحق بالسكان و من بقي على قيد الحياة تحاصره الظروف القاسية ، فبعد الثورة السورية أنحصر الاقتصاد في روج آفا بشكل كبير و أصبحت لقمة العيش صعبة المنال و بدأ سكان الأرياف يتسابقون نحو المدينة طلباً للأمن و فرص العمل و التعليم مما أدى الى ازدياد الطلب على المنازل بشكل هائل و أرتفع عدد السكان الى أكثر من النصف ، و ما لحقها من أزمة فرص العمل و الكهرباء و الماء ، فتزايد عدد السكان يحرض الطلب على الخدمات العامة للمواطنين ، و نتيجة الأحداث بدأ سكان المحافظات الأخرى بالهجرة الى قامشلو بسبب تدمير منازلهم أو تحول مدنهم الى مناطق عسكرية غير آمنة من ( دير الزور ـ و الرقة …. و غيرها ) من المحافظات ، و لا ننسى أهل عفرين الذين نزحوا الى منطقتنا بسبب العدوان التركي على منازلهم و أرضهم و كل هذه الهجرات أدت الى تدهور اقتصاد روج آفا في ظل تزايد أسعار المواد الغذائية و محدودية دخل الفرد العادي ، فهناك بيوت تسكنها أكثر من ثلاث عائلات معا بسبب زيادة الطلب على المنازل و ارتفاع أسعارها و من لا يسكن في المدينة يسكن بجانبها أي يحتسب عليها مما يؤدي الى أحزمة من السكن العشوائي التي تحاصر المدينة و تزيد من بؤس المواطنين ، فقد أصاب منطقة قامشلو في السنوات الأخيرة تضخم مدني كبير و كل هذه الأزمات السكنية توفر بيئة مناسبة لظهور الأمراض الصحية و النفسية و البيولوجية و اختناقات و مع ذلك يحاول مواطنين روج آفا التأقلم مع الأحوال المعيشية سواء كانت ( سلب أم ايجاب ) فنحن أفضل من غيرنا .
( منال خليل / أ )
المركز الإعلامي للاقتصاد
2019-08-20